خواطرُ السلامِ

    خواطرُ السلامِ

    بسمِ اللهِ، معطيِ السلامِ 

    الإيمان والحب والسلام للجميع 

    ألن يكونَ منَ الجميلِ لو استطعنا أن نعيشَ كلّنا في سلامٍ على الأرضِ؟ تخيل، لن يكونَ هناكَ أحدٌ يسرقُ، لا أحدَ يؤذي أو يقتلُ أحدًا، لن يكونَ هناكَ من يصرخُ أو يشتمُ أو يتنابزُ بالألقابِ، وسيحبُ ويعتني الناسُ ببعضهمِ البعضَ. عندئذٍ، ألنَ يكونَ هذا كالجنةِ على الأرضِ؟

    حسنًا، إذْ أنَّ هذا هوَ بالضبطِ الذي بُعثُ من أجلهِ النبيُ محمدٌ ﷺ، بعثُ ليعلمنا كيفَ يمكنِ للناسِ كلهم حولَ العالمِ أجمعَ أن يعيشوا سويةً في سلامٍ دونَ قتالٍ مع بعضهمُ البعضُ وأن يعيشوا في نعمِ الله ﷻ التي أنعمها علينا، ولكن كيفَ يكونُ ذلكَ؟

    النبيُّ ﷺ قالَ: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) (1)

    وفي هذا الحديثِ النبويِّ خاصةً يذكرُ النبي ﷺ ثلاثَ خصالٍ مهمةٍ: الإيمانُ، والحبُ والسلامُ. وكلُ واحدٍة منهنَّ مهمةٌ ومرتبطةٌ برباطٍ وثيقٍ بالخصالِ الأخرى. فإذا ما أردنا أن نرغدَ بالسلامِ لا بدَّ أن نؤمنَ، وأن نسعى لإسعادِ الناسِ كما نسعى لإسعادِ أنفسنَا. إن هذهِ الأمورُ الثلاثةُ التي تغيرُ الحياةَ بشكلٍ جذريٍّ منَ الممكنِ أن تغيرَ العالمَ أيضًا إذا ما أجادها الناسُ. إلا أنَّ البعض لا يبحثُ عنها في المكانِ الصحيحِ، إذ يبحثونَ في كلٍ مكانٍ وينسونَ النظرَ في أنفسهم، في قلوبهم حيثُ يبدأُ الإيمانُ والحبُ والسلامُ.

    طرقٌ عديدةٌ للسلامِ 

    أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ.

    دعونا ننظرُ إلى بعضِ الأشياءِ الأُخرى التي علمنا إياها النبيُّ ﷺ ليجنبنا المشاكلَ ولنجعلَ العالمَ مكانًا أفضلَ: 

    لا تغضب

    يجبُ أن نحاولَ ألا نغضب. في بعضِ الأحيانِ نُختَبَرُ بتنمرِ الناسِ علينا، أو أن نُدفعَ جانِبًا، وغالبًا ما سيكونُ هناكَ أحدُ الناسِ محاولاً أن يظهرَ لنا أنهُ أفضلُ أو أقوى منّا، يخرجونَ عن طريقهم ليُثبتوا هذهِ الفكرةَ ويجعلوننا نستصغرُ أنفسنا. إذا.. ماذا نفعل؟

    سألَ رجلٌ النبيَّ ﷺ مرةً أن ينصحهُ، فقالَ النبيُّ للسائلِ “لا تغضب!”، ولكنّ الرجلَ لم يستمع، وكررّ سؤالهُ فأعاد النبيُ ﷺ جوابهُ نفسهُ وقالَ ” لا تغضب، لا تغضب!”

    الصبرُ والصلاةُ

    الصبرُ والصلاةُ هما أفضلُ الطرقُ للتعاملِ مع أيِّ مكروهٍ يحصل لنا.  الصبرُ في بعضِ الأحيانِ يعني ألا تفعلَ شيئًا سوى أن تنتظرَ أن يرفعَ اللهُ ما حلَّ بكَ من منغصاتٍ. وفي أحيانٍ أخرى، الصبرُ يعني ألا تفقدَ الأملَ بإيمانكَ وأن تقفَ بثباتٍ، وألا ندعَ ما يحدثُ حولنا يهزُّنا.

    كلّما كنا تحتَ وطأةِ ضغوط الحياةِ ونحتاج مساعدةً، فلا بدَّ حينها أن نكونَ صبورينَ، ونثقَ في اللهِ ﷻ ونصلّي وندعو اللهَ ﷻ. وإن كنا مؤمنينَ صادقينَ، فلن نفعلَ هذا وقتَ الحاجةِ فحسب، ولكن سنصلي وندعو كل يومٍ. وحينئذٍ سنكون أقرب لله ﷻ، وسنعلمُ أنهُ سيكونُ دومًا بجانبنا كلّما احتجناهُ.

    لا تتكلم بسوءٍ عن أحدٍ 

    في بعضِ الأحيانِ قد نكون نحن الذين نؤذي غيرنا وليس العكس، ونعكِّرُ صفو السلامِ من حولنَا. فكّر بهذه الفكرةِ. ألم، ولو لمرةٍ، تؤذي أحدًا بكلامكَ أو عندما نعتّهم بألقابٍ مؤذيةٍ؟ ولربما تكلمنا عنهم بسوءِ من وراءِ ظهورهم. هذا ما يسمى بالغيبةِ. ولو سمعوا ما قلتَ من ورائهم، سيشعرون بألمٍ، وكرهٍ في قلوبهم، لذا لا يجدُرُ بنا أن نغتابَ الآخرين.

    وفي كلِ الأحوالِ، إن اغتابكَ أحدٌ، فبدلاً من أن تحزن، اعلم بأن الله ﷻ سيكونُ معكَ لو صبرتَ. فحاول حينها أن تتعلم كيف تسامحهم كما تتمنى أن يسامحك الله ﷻ. وأيضًا إذا ما سمعتَ أحدهم يغتابُ شخصًا آخرَ فلا تكتفِ بالسمعِ، بل عليك أن توقفهمُ أو أن تحاولَ أن تذكرَ ذلك الشخصِ بما لو سمعهُ سيسرّهُ، الكلماتُ يمكن أن تعكّر صفوَ السلام وأن تسببَ الألمَ. 

    النبيُ الخاتمُ ﷺ قالَ “قل خيرًا أو اصمت” وبهذهِ الطريقةِ، يمكنُ أن نخلقَ السلامَ والتناغمَ من حولنا. استمع إلى صمت أشعة الشمسِ، فليس لها أي صوتٍ. ولكنها تُسعدِ الجميعَ وتشعرهمُ بالدفءِ.

    أعطِ بسخاءٍ 

    المالُ هو شيءٌ غالبًا ما يكونُ سببًا للنزاعاتِ والاختلافاتِ بين الناسِ. إن فهمنا كلَّ تعليماتِ الأنبياءِ فإننا سنتعلمُ كيفَ نتجنبُ هذا الطريقَ. إذ أنَّ المشاركةَ ومساعدةَ الآخرينَ هيَ أحدُ أفضلِ الطرقُ لتجنبِ الغيرةِ.  ولذا فإن كنا من أصحابِ الثرواتِ، يجب علينا حينئذٍ أن نعطيً جزءًا منها لهؤلاء المعدمينَ أو الذين لا يملكون إلا أقلَّ القليلِ. وهذا مما يجلبُ السلامَ والتوازنَ بين أولئك المعدمينَ والميسورينَ. وإن استطعنا أيضًا، نقرضُ الناسَ الذينَ يحتاجون المالَ، وليس لنا أن نطلبَ أكثرَ مما أعطيناَ، وهذاَ ما يسمى بالفائدةِ (الربا)، وذلك مما لا نفعلهُ أبدًا. 

    اعمل بجدٍ وكن صادقًا

    لا بدَّ أن نكون عادلين في أعمالنا وألا نرفعَ أسعارَ احتياجاتِ النّاسِ، هناكَ ما يكفي للجميعِ على الأرضِ ليأكلوا، ولكنَّ البعضَ يخزنونَ الأطعمةِ في مستودعاتهم لكي يبقوا على الأسعارِ مرتفعةً ويربحونَ الكثيرَ من المالِ.

    اللهُ ﷻ قد باركَ بالأخصِ بما كسبتهُ من عملكَ الجادِّ بيديكَ، إذ جاءَ رجلٌ مرةً إلى النبيِّ الخاتم ﷺ وطلبَ مساعدةً، فعلمه النبيُّ ﷺ كيف يحتطبُ، ومن ثمّ أصبح الرجلُ غنيًا ولم يطلب شيئًا من أحدٍ بعدها. (2)

    ولذا فقد علمنا النبيُّ الخاتم ﷺ أن نقنعَ ولو بالقليلِ. فقال ﷺ: ” مَن أصبحَ مِنكُم آمِنًا في سِرْبِه، مُعافًى في جسَدِهِ، عندَهُ قُوتُ يَومِه، فَكأنَّمَا حِيزَتْ له الدُّنْيا”(3) وهذه هي كيفَية نظرتنا للحياةِ، بإيجابيةٍ دومًا، وتبسمٌ.

    الحبُ والعائلةُ

    الرجالُ والنساءُ يجبُ أن يحاولوا جميعهم أن يعيشوا مع بعضهمُ البعضَ في حبٌ وسلامٍ. ولذا فالعائلةُ مهمةٌ جدًا. بلا عائلةٍ محبةٍ سيشعرُ الأطفالُ بأنهمُ ليسوا مرغوبينَ، ووحيدينَ. لا بدَّ للبيتِ أن يكونَ مكانًا للسلامِ والسعادةِ. يجبُ على الجميع أن يتشاركوا في العملِ، وأن يساعدوا في تنظيفِ المنزلِ، وبالأخصِ الأطفال.

    كانَ النبيُّ ﷺ أفضلَ أبٍ فعلمَ الكبارَ كيف يجب أن يرحموا صغارهمُ وكيفَ يبرُّ الصغار بكبارهم، فالنبي الخاتم ﷺ كان يتيمًا: توفيَّ أبوهُ قبلَ ولادتهِ، وأمهُ توفيّت عندما بلغَ من العمرِ ستُ سنواتٍ. علّمنا بالأخصِّ أن نرعى أمهاتنا وأنَّ الجنةَ تحتَ أقدامهنَ. وهذا يعني ألا نستعلي عن خدمةِ والدينا، حتى وإن لم يستطيعوا شراءَ كلِّ ما نريدهُ.

    رعايةُ اليتامى

     الأطفال من بيوت عادية لا يتنّبهون إلى كم هم محظوظون، بعض الأطفال أغنياءٌ جدًا ومُفسدُون بالدّلال، يريدون أن يتباهوا وأن يفخروا بما لديهم من ملابسَ وألعاب، وهذا مما يسبب الحسدَ. هؤلاء الذين ليس لديهم ملابس جيدة أو بيوت واسعة يشعرون بالحزن. فلا بدُّ أن نفكر باليتامى المساكين الذين ليس لديهم أبٌ أو أمٌ، ولا طعام. دع جانبًا أن يكون لديهم ما يكفي من المال ليشتروا ملابسَ جيدةً.

    الحرب والسلامُ 

    بدأ الناسُ الحروبَ طوال التاريخِ الإنسانيِّ، وهناكَ الكثيرُ من البشر على أهبةِ الاستعداد للقتالِ، ولكنَ السؤالَ هو من أجل ماذا نقاتل؟ فقد أعطى اللهِ ﷺ الإذنَ بالدفاعِ عن النفسِ وأنَ نحاربَ من يعتديَ علينا بإخراجنا من أرضنا. لذا، فالقتالُ في بعضُ الأحيان ضروريٌ، ولكن لا يجبُ أبدًا أن نتعدىَ الضروري منه، فإن وافق أعداؤك على إيقاف القتال فيجب أن تقبل، وأن تحاولَ أن تُحلَّ السلام.

    عقدَ النبيُ ﷺ صلحًا يسمى بصلحِ الحديبيةِ مع قبائلَ مكةَ الذينَ كانوا يحاربونَ المسلمينَ، وعلى الرغمِ من أنَّ زعماءَ قبائلَ مكةَ كانوا يمنعونَ المسلمينَ منَ الحجِ إلى بيتِ اللهِ الحرامِ في مكةَ، قَبلَ النبيُ ﷺ طلبهم ذلكَ ووقعَ الصلحُ، وفي العامِ الذي تلاهُ، كانوا قادرينَ على الحجِّ.

    السلامُ ضروريٌ للناسِ ليرغدوا في عيشهم، ويعودوا إلى ديارهم، ومن ثمّ يلمّ شملُ العائلاتِ مرةً أخرى، وتبقى لهم الحريةُ في العيشِ والعملِ بسلامٍ وبلا خوفٍ.

    تأمَّل كم كانَ النبيُّ ﷺ كريمًا مع أعداءه، إذ إنَّ اختيارَ الإنسانِ أن يكونَ طيَّبًا ليسَ خيارًا سهلاً، وبالأخصِّ عندما يهاجمكَ الناسُ، إذ تشعرُ وكأنَّ هناكَ حربًا ضارمةً في صدركَ، وعندئذٍ يجبُ عليكَ أن تكونَ قويًا لتُصارعَ هذهِ المشاعرَ داخلكَ.

    الفروقات طبيعية

    إن آمنَ واتبعَ الجميعُ طريقةً واحدةً، فلن تكونَ هناكَ حروبٌ وسيملأُ السلامُ العالمَ. ولكنَّ امتحانَ الناسِ بما قد مُنحوا هو جزءٌ من قدرِ اللهِ ﷻ ليمتحنَ الناسَ بما قد منَّ عليهم. فإننا اليومَ نرى العالم مختلفين، بألوانٍ متباينةٍ وأديان ودولٍ مختلفة، تلكَ الاختلافاتُ قد جاءت عبرَ مُدةٍ منَ الزمنِ. وفي القرآنِ، الرسلُ والأنبياءُ قد بعثوا ليعلموا الناسَ كيفَ يكونوا أناسًا خيرينَ مع بعضهمُ البعضَ، ويعبدوا إلهًا واحدًا. ويخبرنا القرآنُ أيضًا أن الناس يبقونَ أحرارًا ليختاروا أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا، ولهذا نرى اليومَ كنائس وكُنسَ ومعابدَ ومساجدَ، وملايين النّاس يلبسون ويصلونَ بطرقٍ مختلفةٍ.

    ليسَ للمؤمنِ أن يسخرَ من الأديانِ الأخرى لأنَّ ذلكَ قد يُحدثُ مشاعرَ سيئةً، وبالتالي يبدأُ الناسُ بالنِّزاع، ولذا فالنبيُ الخاتم ﷺ، ولأنهُ الرسولُ الأخيرُ منَ اللهِ ﷻ، علّمنا كيفَ نتأدبُ وأن نكونَ عادلينَ مع كل النّاس، لأنه الرسولُ الرحمةُ التي أرسلت للبشريةِ جمعاءَ.

    استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم والذي اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم على العالمين في قسم يقسم به فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم عند ذلك يده فلطم اليهودي فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الذي كان من أمره وأمر المسلم فقال لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله (5)

    وعلى الرغمِ من أنَّ اللهَ ﷻ قد ذكرِ في كتابهِ الكريمِ أنَّ محمدًا ﷺ قد خُلِقَ على أفضل طبيعةٍ بشريةٍ، إلا أنَّ النبي ﷺ عندما سُأل عن خير الناسِ في الدنيا، لم يذكر نفسه البتة، وإنما قال: ” الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام”. (6)

    علّمنا كيفَ نحترمُ كلَّ أنبياءِ اللهِ ﷻ بشكل متساوٍ، ولكنه خصَّ بزيادة التكريمِ بعضهمُ، فقال ﷺ:”وإذَا آمَنَ بعِيسَى، ثُمَّ آمَنَ بي فَلَهُ أَجْرَانِ” (9)

    الحبُ يقودُ إلى السلامِ

    في البدايةِ ذكرنا أنَّ علينا تعلمَّ الحب قبل أن نستطيع إيجادَ السلامِ، ولهذا فإنهُ يجبُ أن نحاولَ أن نحبَّ ونتبع الرسول ﷺ، فقد أُمرَ أن يقولَ: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (8).

    النبيُ الخاتمُ ﷺ علمنا أن نحترمَ الحياةَ الإنسانيةِ وممتلكاتِ البشرِ، وكيف نعتني بالأرضِ والحيواناتِ التي قد أعطينا القُدرةَ عليها، فقد دلنا على الطريقِ للسلامِ ودعا كل النّاسِ والمؤمنينَ بكلماتِ اللهِ ﷻ أن يتحدَّوا ويعبدوا إلهًا واحدًا، فقد قرأَ القرآنَ على كلِّ البشرِ من كلِّ الأديانِ:

    يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴿15﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿16﴾(9)

    اللهمَّ صلِّ وسلم على نبيك الخاتمِ محمدٍ ﷺ وعلى كل الأنبياءِ الذينَ جاؤوا لنا بالبشائرِ وأناروا لنا دربنا. وإذا ما اتبعنا خطاهم بعمل الصالحاتِ واجتنابِ السيئاتِ فإنا -إن شاء الله- سنصلُ إلى الجنةِ، موطن السلام الأبدي. دارُ السلامِ.

    هناك دعاءٌ علمنا إياه النبيُّ ﷺ فقال:

    “اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام”

    استمع على خواطر السلام يقرأها يوسف من هنا


    المراجع: 

    1.لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ. الراوي: أبو هريرة، صحيح مسلم.
    2.عن أنس بن مالك رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ (اي يريد مالا)، فَقَالَ: (أَمَا فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ؟) قَالَ: بَلَى، حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ، وَقَعْبٌ نَشْرَبُ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ، قَالَ: «ائْتِنِي بِهِمَا»، قَالَ: فَأَتَاهُ بِهِمَا، فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: «مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ؟» قَالَ رَجُلٌ: أَنَا، آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ، قَالَ: «مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا»، قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ، وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا الْأَنْصَارِيَّ، وَقَالَ: «اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ، وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا فَأْتِنِي بِهِ،»، فَأَتَاهُ بِهِ، فَشَدَّ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودًا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَبِعْ، وَلَا أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا»، فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ، فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ، فَاشْتَرَى بِبَعْضِهَا ثَوْبًا، وَبِبَعْضِهَا طَعَامًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ الْمَسْأَلَةُ نُكْتَةً فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ) – سنن أبو داوود. 

    وأيضًا:
    قولهُ ﷺ: (لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه)؛ متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه. 

    3. عُبيد الله بن محصن الأنصاري الخطمي – الترمذي.
    4. 
    أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴿39﴾ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿40﴾ – سورة الحج.
    5.استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم والذي اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم على العالمين في قسم يقسم به فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم عند ذلك يده فلطم اليهودي فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الذي كان من أمره وأمر المسلم فقال لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله – رواه أبو هريرة / صحيح البخاري.
    6. 
    سُئِلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قالَ: أَتْقَاهُمْ لِلهِ. قالوا: ليسَ عن هذا نَسْأَلُكَ، قالَ: فأكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللهِ، ابنُ نَبِيِّ اللهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللهِ، ابْنِ خَلِيلِ اللهِ. قالوا: ليسَ عن هذا نَسْأَلُكَ، قالَ: فَعَنْ معادِنِ العَرَبِ تَسْأَلُونِي؟ النَّاسُ مَعادِنُ، خِيَارُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الإسْلَامِ إذَا فَقُهُوا. (رواه البخاري)
    7. رواه أبو موسى الأشعري / صحيح البخاري
    8. سورة آل عمران، الآية 31.
    9. سورة المائدة الآيات، 15-16.